26 سبتمبر 2010

أمنية الصغر

ترويها دانية - السعودية
منذ صغري (بين 7 إلى 12 سنة) وأنا أتمنى بشدة بأن يكون لي صديق سري يتمثل بقزم صغير ، استمرت لدي تلك الرغبة إلى أن بدأ عرض مسلسل كرتوني على إحدى القنوات التلفزيونية يحكي عن تعايش سلمي بين الجن والانس، هنا تطور تفكيري فأصبحت أتمنى صديق من الأشباح بدلاً من الأقزام ، ويبدو أن هذه الأمنية تحققت جزئياً لما وصلت لسن 16 حيث وقعت أمور أفرحتني قليلاً فبدأت اسمع صوت معين يتكرر كثيراً طوال سنة كاملة.

كان أشبه بصوت كرة زجاجية صغيرة تسقط على الارض فترتطم وترتد وتعود لتصطدم بالارض دواليك إلى أن تقف كأي كرة عادية، الغريب في الأمر أنني اسمع هذا الصوت في غرف أرضيتها مفروشة بالكامل من الموكيت !

عندما أسمع هذا الصوت كنت أخبرهم بأنني على علم بوجودهم وأنني راغبة في أن أكون صديقة لهم ، كنت طفلة وأسخر من نفسي كثيراً عندما أتذكر هذا الأمر ، ولكن الأمر تطور عندما أصبحت في سن 17 أي بعد مرور سنة ، ففي إحدى الليالي وبينما كنت الوحيدة المستيقظة في المنزل أحضر للإمتحان في الصالة سمعت فجأة صوت ضحكات شخصين، كان الصوت صادراً من غرفة أخواي التي كانت تقابل مكان جلوسي فنهضت بسرعة لاتفقد الأمر ولم يخطر ببالي أمر آخر سوى ان أخواي مستيقظان ويضحكان معاً ، وعندما فتحت غرفتهما وأنا مبتسمة أريد مشاركتهما الضحك رأيت الغرفة غارقة بالظلام ويغطان في نوم عميق . لا أنكر أنني خفت قليلاً ولكن تعوذت من الشيطان ورجعت إلى مكاني لأكمل مذاكرتي .

لعل المرء يتساءل هنا :" لماذا لم أخاف أو أصرخ وأنا بهذا العمر الصغير ؟ " ، لقد وضحت هذا منذ البداية، وهو فكرتي عن الجن بأنهم أشخاص لهم مشاعر وأحاسيس وليسوا جميعهم من الوحوش بل فيهم الصالح والطالح مثل البشر بالضبط ، أدركت عندما سمعت صوت الضحكات ان ذلك لم يكن إلا استجابة لرغبتي في التعرف إليهم، ولكن في نفس الوقت شعرت بأن علي أن لا أتمادى أكثر في فضولي إذ خشيت أن يظهروا لي بشكلهم الذي قد يطابق صفات لهم قرأتها في احد الكتب ولهذا لم أتفاعل هذه المرة معهم إضافة إلى إعتقادي بفكرة مفادها:"عندما يرونك ضعيفاً سيبدأون بالتلاعب بك ولكن اذا أظهرت عدم خوفك منهم وكان أملك بالله كبيراً فلن يتعرضوا لك وسيصرفوا النظر عنك بمشيئة الله".

صنبور الماء والتلفاز
بعد مرور يوم أوعدة أيام لم أعد أذكر، كنت ايضاً سهرانة أذاكر، فسمعت صوت ماء يجري من الحنفية صادر من الحمام القريب مني، كان باب الحمام مفتوحاً لكن النور كان مطفئاً، عندما اقتربت كثيراً سمعت إغلاق الصنبور رغم أنني لم أشاهده وهو يغلق ، ثم وقفت بجوار الباب لأقل من دقيقة واحدة لأتأكد فيما إذا كان بمقدروي سماع صوت الصنبور مرة أخرى ولكن لم يحدث شي ، ولما أدرت ظهري لأذهب سمعت صوت ماء الصنبور ، يبدو أنه فتح مرة اخرى ! ، التفت بسرعة ولكنه أغلق ولم أر شيء ، أدرت ظهري مجدداً فانفتح !، فنظرت لأجده انغلق ، تكرر ذلك 3 مرات حتى تعوذت من الشيطان وعدت لمكاني لأكمل مذاكرتي .

وبعدها ايضاً بعدة أيام ومع مجيء العطلة الصيفية كنت ألهو بألعاب الفيديو PlayStation في الصالة وكالعادة لم يكن أحد مستيقظ سواي سمعت صوت التلفاز في غرفة الجلوس القريبة مني، كان صوت "وش"، تشويش قوي مع العلم أن التلفزيون موصل بجهاز إستقبال الأقمار الصنعية (الريسيفر) أي أنه لا يمكن أن تسمع او ترى تشويش ابداً، هنا لم أذهب وتغاضيت عن الأمر وكأنني لم اسمع شيء ، وظل صوت التلفاز شغال لعدة دقائق ثم توقف من تلقاء نفسه .

أحاديث وقهقهات
بعدها بدأت تتكرر تلك الحوادث ولكن بين حين وآخر ، لم أكن خائفة ولكن كنت فقط أخشى أن يتطور الأمر معي ويتعرض عقلي لأمر ما ، تخرجت من الثانوية وانقطعت عني هذه الحوادث ، حتى انتقلت للدراسة في جامعة أخرى مع أختي في منطقه بعيدة، استأجر لنا والدي الدور العلوي من فيلا لا يسكنها أصحابها إلا في فترات الإجازات ، فكان الدور السفلي مهجوراً خلال فترة مكوثنا، كنا انا واختي ننام في غرفتين متقابلتين ومفصولتن عن بعض بصالة واسعة ، في الليل كنت دائماً أستمع لحديثهم وضحكاتهم ، لكن الأصوات هذه المرة استغرقت فترات أطول من ذي قبل وكانت تصدر من الصالة ، كأنهم جماعة يتحدثون ويمرحون مع بعض ، كنت أسمع تلك الأصوات بوضوح رغم أنني لم أتمكن من تمييز كلامهم أو معرفة الموضوع الذي يتحدثون فيه، لم أكن واهمة ، كنت فعلاً أسمع صوت ضحك واضح لا لبس فيه وقريب جداً لكني لم أخبر اختي الكبرى بما كنت اسمع خشية انت تفزع أوتجن .

ولكن المفاجأة وقعت عندما انتقلت الى الدراسة في مدينتنا بينما أختي انتقلت للعمل بعد مكوثنا هناك لمدة سنة ، أخبرتها وأنا اضحك معها عما كنت اسمع هناك فأخبرتني أنها كانت تعلم بذلك حيث كانت تسمعهم وأن الأصوات تصدر من الصالة ، وأخبرتني أيضاً انها لم تكن راغبة في إخباري خشية علي ، وحتى تلك اللحظة لم أكن اتوقع أنه يوجد بالدنيا من هو أقوى قلباً مني خصوصاً من عائلتي التي تتصف فتياتها بالجبن الشديد وتحديداً والدتي .

قبل شهرين كنت اعمل على الكمبيوتر واستعد للذهاب للنوم الساعة 3:00 فجراً ، كنت اضع السماعات بإذني مع انني لم اكن استمع لشيء ولكن هذه عادة درجت عليها خلال تصفحي للإنترنت ، ما حصل انني أغلقت كل النوافذ الموجودة على شاشة الكومبيوتر من صفحات ويب وغيرها وكنت انتظر اكتمال تحميل برنامج معين فسرحت وتذكرت امراً ما وضحكت بصوت منخفض ، في تلك اللحظه سمعت صوت ضحكة بإذني وقال بعدها "OK ؟" ولكن قالها بصيغة استفهام وكأنه يضحك علي ويقول :"وبعدين ؟! ايش صار "، ما صدمني ان الصوت كان قريب جداً ، لا أعلم كيف أصفه ؟ ، كأنني أسمعه من سماعة الهاتف موجود في نفس المنزل!

منحى جديد
الحدث الأخير والذي وقع لي قبل 4 أسابيع جاء بعد انقطاع تام عن كل تلك الحوادث والتي كانت مقتصرة فقط على سماع أصوات ، في ذلك اليوم أخذ الأمر منحى جديد ووصل إلى تحرك الأغراض أمامي ، وكانت التجربه الأولى لي وان شاء الله تكون الاخيرة ، حيث طلبت مني أختي الكبرى أن أعد حليباً لابنها الرضيع فذهبت إلى المطبخ ووضعت رضاعته أمامي وفتحت علبة الحليب وفجأة تحركت الرضاعة أمامي لمسافة 15 سنتمتر تقريباً ، فتعوذت من الشيطان وكالعادة دق قلبي بشدة مع حرصي على عدم الإكتراث لما حدث وأن أعتبر الأمر طبيعي ، عندما اخبرت أختي خافت وبدأت تقرأ على الرضاعة وخشيت حقاً ان تعطيها لأبنها وتكون ممسوسه، ولكن ما جرحني منها حقاً هو انها اخبرتني بأنني سأجلب الهلاك إلى منزلنا بسبب ما يحصل لي من هذه الحوادث !، أتمنى حقاً بأن لا يتطور الأمر معي مما كان فقط "أمنية الصغر" ، بأن أملك صديق سري خفي أصبح كابوساً لي .

وأخيراً ...اقول اقسم بالله العظيم انني لم اتكلم الا بالصدق والله شاهد على ما اقول ، ارجو ان لا يقال بأن ملا يحصل معي مجرد إجهاد لأنني فتاه ذكية جداً ولا أواجه أي صعوبة في أي ماده ولله الحمد، أما سهري فهو لأنني انام بالنهار واصحى في وقت متأخر لا اكثر، أنا الوحيدة من العائلة التي تهوى أفلام الرعب ومحور العاب البلاستيشن التي بحوزتي يدور حول فكرة الرعب، رغم أنني لحد الآن لم اشاهد فيلم رعب واحد يجعلني أشعر بذرة رعب مع أن التقييمات لها كبيرة لكنني أحرص دائماً على مشاهدتها لوحدي بينما يكون المنزل غارق في الظلام ولا أحد مستيقظ سواي، ولهذا تقول والدتي ان سبب ما يحدث لي عائد إلى ما اشاهده لان الجن تحب ان تأتي إلى المكان الذي تذكر فيه على حد قولها ، في آخر مرة نصحتني ان أبتعد عن كل ما له ذكر لهم ، فهل كلامها صحيح ؟

- أحببت أن أبوح بتجربتي رغم ممانعة والدتي لمجرد الكلام عنها ، لأنه بحسب إعتقادها أنني عندما أتكلم عنها فإن الجن ستستمع لي وتتمادى أكثر معي ولكن عندما تصفحت هذا الموقع اردت بشدة ان اشارككم قصتي.
ترويها دانيه (23 سنة) - السعودية
ملاحظة
نشرت تلك القصة وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.

تحليل د. سليمان المدني
قام د. سليمان المدني الخبير المعتمد لدى موقع ما وراء الطبيعة بتحليل التجربة ، تجده تجارب واقعية: جلسة لقرع الطبول تفتح باباً إلى المجهول

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .