31 أكتوبر 2011

رضوى

يرويها أحمد - مصر
في إحدى المدن المطلة على نهر النيل والواقعة على الوجه البحري في مصر وعندما كنت في العام الدراسي الأول في الجامعة أي منذ حوالي 6 سنوات كانت لي صديقة مقربة جداً اسمها (رضوى) تقطن في المدينة الموازية لنا على ضفة النيل الاخرى وكانت تدرس في جامعة اخرى ، كنا نتقابل بشكل شبه يومي نظراً لانها زميلة أختي وتشترك معنا في الكثير من الاهتمامات.




ومع مرور الوقت تطورت الصداقة الى حب عذري، لمن الأقدار لم تشأ ان يتكلل الحب بالزواج بسبب ظروف كثيرة أهمها رفض أهلي لهذا الزواج وتعجل أهلها لتزويجها من أي شخص يطرق بابهم نظراً لمشاكلهم المادية الطاحنة ، فانفصلنا حينما قررت أن لا أطارد السراب فتمنيت لها التوفيق .

وبعد مرور 6 أشهرعلى انفصالنا وصلني خبر وفاتها المفاجىء عن طريق أحد الأصدقاء وكان سبب الوفاة انخفاض حاد في الدورة الدموية رغم أنها لم تعاني مسبقاً من أي امراض طوال حياتها ، فحضرت كافة مراسم جنازتها وذرفت الدموع عليها ومرت الأيام، ونسيت أو تناسيت فاجعة موتها المفاجئ .

وفي مرة كنت أجلس في أحد المقاهي في مدينتنا واذ بطفل لا يتجاوز 10 سنوات يبدو من مظهره أنه من أطفال الشوارع يسلمني رسالة كتابية حيث أخبرني أن فتاة أعطته 20 جنيهاً ليوصل هذه الرسالة إلي ثم هرول الطفل سريعاً ، صدمني محتوى الرسالة فهذا هو خط (رضوى) وأسلوبها في الكتابة حتى أنني قارنته مع إحدى رسائلها القديمة التي كنت أحتفظ بها دوماً. وتقول الرسالة : "  لماذا تخليت عني اذا كنت تعلم أني احبك اكثر مني .. لماذا !! " ، وهذا مقطع من قصيدة للشاعر الكبير نزار قباني الذي كانت تحبه جداً.

دامت دهشتي لعدة أيام متعاقبة لم اعرف فيها النوم، قررت بعدها الذهاب إلى الحي الذي كانت تسكن فيه فالتقيت بأحد أقاربها لكي أسأله عن حقيقة وفاة (رضوى) ، فأكد لي وفاتها وبأن أمه شاركت في غسلها ايضاً!  لكن قلبي لم يطمئن حتى ذهبت إلى المقابر في بلدتها لأجد اسمها الثلاثي على شاهدة قبرها .

وتتوالى الصدمات حيث تلقيت مكالمة هاتفية في منتصف الليل من رقم خاص وكان الصوت خافتاً : " الو... السلام عليكم.... بكرة الساعة 11 بالليل على كوبري زفتى عايزة اشوفك ...لا تتأخر " .

بصراحة كان الصوت خافتاً ولم استطع التحقق منه يقيناً ، هل كانت هي أم لا ؟ حاولت الاتصال عشرات بل مئات المرات بهذا الرقم الا أنه " غير موجود بالخدمة اصلا ً ! " ، لم أنم وأنا أنتظر الميعاد المجهول وأخبرت احد اصدقائي بالقصة كاملة والميعاد فقرر أن يأتي معي ليثبت لي أن (رضوى) ميتة وما أمر به هو مجرد هلاوس .

انتظرنا في وسط الكوبري تماماً في نفس الموعد وكان الجو بارداً جداً والكوبري الذي يربط بين المدينتين خاوي حتى لاحت من بعيد رضوى بثياب عصرية جميلة وصارت تقترب فركض صديقي من الرعب بعدما تكد يقيناً من أنها (رضوى) بملامحها الواضحة جداً وهي تبتسم لي فيمات تسمرت في مكاني ثم استدارت ومشت من حيث جاءت ركضت خلفها ولكن كانت المسافات تتباعد فأنا أركض وهي تسير ولم استطع الاقتراب منها حتى اختفت عن ناظري الناس.

قد يتهمني الناس بالجنون ، لكن هناك أمور لم أستطع تفسيرها كالرسالة المكتوبة بخط يدها والتي اختفت رغم رؤية اختي وصديقي لها (قد تكون ضائعة لأسباب عادية ) وكالرقم الذي أتاني المكالمة الغامضة وهو غير موجود بالخدمة.

علماً أنني بكامل قواي العقلية حيث لم أعاني في حياتي من أي هلوسات أو وساوس أو أي مظهر من علامات المس كما أنني لم أصادف أي حادثة مماثلة ، أرجو ممن يقرأ تجربتي المساعدة لأنني على حافة الجنون ولم اجد تفسير منطقي واحد .

يرويها أحمد ( 23 سنة) - مصر
ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 
- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .

إقرأ أيضاً ...
- كيف يتواصل أحباؤنا الموتى معنا ؟
- تجارب واقعية: ما بعد الصدمة

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .