يرويها صالح إبراهيم - مصر |
أسكن في إحدى قرى صعيد مصر والتي تقع بالقرب من حدود السودان وتسمى بقرية "الجعامصة" ، نعم اسم غريب وربما ثقيل على اللسان لكننا تعودنا عليه ، يتوارث أهل هذه القرية الصغيرة ما يعرف بـ "اسطورة الخوخر" وهى كلمة نوبية مشتقة من كلمة "خاخور" وتعنى الغريب، صحيح أننا لا نتكلم اللهجة النوبية ولكن هنالك كلمات كثيرة موجودة في لهجتنا لا يعرفها أهل مصر.
أسطورة الخوخر
يروي لنا المسنين أن الخوخر شخص غريب أتى الى القرية وسكن فيها أيام الملك فؤاد والد الملك فاروق ، أي في ثلاثينيات القرن الماضي وبحسب رواية الأجداد كان هذا الشخص غريب الهيئة والمنظر ذو طول فارع وجسد عملاق كما كان شخصاً ثرياً حيث شترى قطعة أرض على أطراف القرية وبنى عليها كوخاً وظل يعيش فيه منعزلاً بعيداً عن الناس إذ لم يكن يصادق أحد ولا يشاهده أحد إلا فيما ندر ، والذي جعله شخصاً مريباً و ربما مخيفاً في نظر الناس هو خوف الحيوانات منه ، فلم يكن يراه كلب إلا ولى هارباً وهو ينبح ، واذا اقترب حمار من منزله ظل يقدم خطوة ويؤخر أخرى ، ورغم هذا كله فان بقي الأمر ظل مقبولاً إلى أن وقعت سلسلة من حوادث القتل.
إفتراس متسلسل
استيقظ أهل قرينا الصغيرة ذات يوم على عويل ونواح فقد وجدوا جثة رجل "عبيط " كان يجوب القرى وهو ما يعرفه أهل الريف بالمجذوب ويعتقدون أنه رجل مبروك ، كان جسده ممزقاً وآثار المخالب على جسده وجاءت الشرطة وحققت وكان التوصيف هو أن حيوان مفترس قد افترسه ولكن أي حيوان يملك آثار الأقدام هذه ! ، فقد كان بجوار الجثة آثار أقدام كبيرة الجحم وكأنها لرجل يملك أقدام ذئب ثم بعد عدة أسابيع وجدوا جثة أحد الغفر وكانت ممزقة بنفس الطريقة وبجانبها نفس آثار الأقدام وبدأت الأفكار تتجه نحو الوافد الجديد الذي أرتبط مجيئه بتلك الأحداث ورغم عدم وجود أدلة تدينه الا أن أهل القرية قرروا تفتيش منزله.
- وهكذا ذهب المأمور برفقة العساكر وجمع غفير من أهل القرية الى بيت ذلك الرجل الغريب وحينما لم يفتح الباب أمامهم قرروا إقتحام البيت فكسروا الباب ودخلوا ليفتشوه ولم يجدوا أي أثر لذلك الغريب، في تلك الأيام كانت البيوت تبنى من الطين وتكون مكونة عادة من طابق واحد ورغم ثقة أهل القرية في أن هناك صلة بين ذلك الغريب وجرائم قتل الا أنهم لم يجدوا شيئاً ، واتضح أيضاً أنه لا يربي أياً من الحيوانات المفترسة في بيته ولا يوجد أثر لدماء ، لكن بعد عدة أيام شاهد البعض نفس الشخص الغريب وهو جالس أمام الترعة يرمقهم بنظرات غضب وطبعاً لم يجرؤ أحد على الإقتراب منه أو حتى التحدث معه.
- بعد عدة أسابيع تكرر الأمر وكانت الضحية امرأة هذه المرة بعد أن خرجت ليلاً لتخبز ، لم يكن أحد يستطيع ايقاف أهل القرية الغاضبين من هدم بيته وتسويته بالأرض ولكن حوادث القتل لم تتوقف بل ظلت قائمة وان كانت تحدث على فترات متباعدة وأحياناً يجد أحدهم بقرته وقد تمزقت ليلاً.
تخمينات متنوعة
من الملاحظ أن جميع الحوادث حصلت ليلاً وقد وصف البعض هذا الرجل بالشيطان الذي أتخذ هيئة البشر ليعيش بيننا في حين أن البعض الآخر قال أنه ساحر يسخر الجن بهدف أذية أهل القرية ورغم كثرة الشائعات الا أن أحداً لم يتمكن من معرفة ماهيته حتى الآن !
مخاوف متواصلة
مازلنا الى يومنا هذا نجد شخصاً ممزقاً كل عدة سنوات ، كان آخرها عابر سبيل وجدوا جثته ممزقة عند أطراف القرية ودائماً ما يكون التقييد الرسمي للحادثة هو حيوان مفترس هاجم الضحية ، وتعلم الشرطة بآثار الأقدام الموجودة بجوار الضحية ، ولهذا أصبح من المستحيل أن يخرج أحدنا ليلاً وان اضطرته الظروف لهذا فيكون في جماعة وليس منفرداً لدرجة أن مسجد القرية لا يقيم صلاة الفجر بل يصلي كل واحد فى منزله منفردا وهذا ما توارثه الآبناء من الأجداد.
يرويها صالح ابراهيم . س (35 سنة) - مصر
فرضيات التفسير
التفسير الأقرب منطقية والبعيد عن الأساطير الشعبية لجرائم القتل هو حيوان مفترس يقوم بصيده ليلاً كالضباع الجائعة حيث تنقض على الضحية عندما تكون بمفردها ومن المعروف أن الضباع تفترس بشكل قطيع ،وكذلك الذئاب ولكنني أستبعد فرضية الذئب من حيث أنه لم يرد ذكر أصوات عواء الذئاب الواضحة ليلاً في القصة كلها ، ولكن ورد في القصة على لسان الراوي :" فقد كان بجوار الجثة آثار أقدام كبيرة الجحم وكأنها لرجل يملك أقدام ذئب" ، فمن أين أتى له هذا الإفتراض أو التشبيه ؟ هل هو متأثر بـ أسطورة المستئذب التي تروى حولها الحكايات الخرافية والمعروضة في عدد كبير من الأفلام. وهل أتت تحقيقات الشرطة عن آثار الأقدام دون جدوى ؟ وهل كانت حجم آثار الأقدام أو شكلها مختلفاً عن الحيوانات المفترسة المعروفة في تلك المنطقة بحيث أثارت حيرة الشرطة في أمرها وأدى ذلك إلى ترسيخ أسطورة الخوخر في أذهان بشكل أوسع؟ ولا ننس أن الأسطورة دائماً ما تتغذى وتتضخم من جراء جهلنا للتفسير أو فشلنا في التحقيق.
ملاحظة
شاركنا تجربتك
إذا عشت تجربة تعتقد أنها غريبة فعلاً ويصعب تفسيرها ،يمكنك ملئ النموذج وإرساله هـنـا
إقرأ أيضاً ...
والله هى قصه قريبه ددا من قصه الغاسله
ردحذففى موقع الروايات الحاص بالاستاذه منال
ومفيش حاجه اسمها رجل ذئب
واكيد ده حيوان مفترس يتغذى ليلا ليس الا
والله اعلم
وفى انتظار الجديد استاذ كمال
أظن اننا بإزاء حوادث افتراس حيوانية أو جرائم جنائية وليس أكثر من ذلك
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفواللهي كل حاجة كايزة اليومين دول مين يسدء انه امريكا تدخل الوطن العربي ومين يسدء انه صدام حسين يشنق ومين يسدء انه دولة اوربية مثل تركيا تهاجم من اجل قضية فلسطين ومين يسدء مصر والجزائر تتخانق عشان الكورة ومين ومين والله انه دلوئتي لو يؤلولي انه اسرائيل على حق والعرب والمسلمين على باطل حسدء وانه اصلا اسدء انه الراجل العملاق هو وراء كل الجرائم
ردحذفالسلام عليكم ..
ردحذفان كان راوي القصة مجنون فيجب ان يكون مستمعها عاقل ؟؟ هل الشيطان ترك كل بقاع الارض ولم يجد مكان ليسكن فيها الا في صعيد مصر .. وهل اهل تلك القرية كانوا اناس مؤمنين لدرجة ان الشيطان قد تفرغ لهم ليخرجهم من النور الى الظلمات ؟؟ (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ) ؟؟؟
والله أقرب رأي منطق ان كل شي متوقع .... ما فيش شي
ردحذفلا يصدق ,,,,,,,,,,,, خصوصا المرحلة اللي احنا بنعشها ...... ما ننساش ان ايمانا كله مبني على غيبيات
كله .........
إنني أتفق مع الأستاذ / كمال غزال في تفسيره حيث أن صور القتل كلها متشابهة ولو كانت نتيجة لقاتل لاكتشفت من زمن بعيد بواسطة رجال المباحث لكنها بالتأكيد ترجع تلك الجرائم لوجود حيوانات مفترسة في صورة جماعات تهجم على الضحية وتقتلها بهذا الشكل أما الأساطير فأنا شخصياً لا أؤمن بها وأؤمن فقط بكل ما له إثبات علمي وما ورد في القرآن والسنة
ردحذفالقصة سيكون تفسيرها انها حيوانات مفترسة ولكنه ذكر أنه توجد آثار أقدام (كبيرة) وليست بشرية...
ردحذففهل هناك حيوان مفترس توصف أقدامه بانها كبيرة وبالذات في صعيد مصر؟؟!!!!
أنا عشت فى أسوان على حدود السودان مدة كبيره من حياتى لم أسمع عن قرية الجعامصة (رغم غرابة بعض اسماء القرى بأسوان كالكاجوج وبنبان وغيرها) ولم أسمع عن قصة الخوخر نهائيا بس أحب أقول للمؤلف خيالك عالى تنفع تألف قصص لو ركزت شوية
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ردحذفوالله انا مادرش اصدق ولا اكذب الراوى ولكن الامور الغريبة كتير اليمين دول هو حد كان يصدق الاخ يقتل اخوة ولا امة وابوة كلة ممكن
السلامة عليكم ورحمة الله وبركاتة
ردحذفانا عندى استفسار عن بعض الاشياء اراها فى بيتى فى غرفة واحدة واحيانا ارى فى اماكن اخرى خارج المنزل ولكن بسيط جدا وطلبى ان يفيدنى شخص يعلم جيدا فى هذة الاشياء وجدير بالذكر بانى فى بعض الاماكن وبعض الاوقات اشعر باشياء واشعر بالقشعريرة ولكن اتماسك واحاول ان يكون تصروفى طبيعى ولا اهتز وخاصة انى متزوج ولديا طفلة
أتمنى من الأخ / أحمد أبوجنا مشاركتنا لتجربته لعلك تحصل على رأي خبير من بين التعليقات . يمكنك إرسال تجربتك على kamal@paranormalarabia.com مع أنني أفضل أن تراجع أيضاً أخصائياً في علم النفس .
ردحذفلا تدعو الخوف بانها قصص خرافية التي تصدق تصدق
ردحذفوالتي مجرد كذبة لاخافة الاطفال او لذوي القلوب الضعيفة شيئ آخر كل شيئ ممكن لكن نحن نسنى بان هناك خالق نستنجد به سبحانه وحده