يرويها محمود - الإمارات العربية المتحدة |
عندما كنت في الثامنة من العمر تناهى إلى أسماعي مقولات أسطورية عديدة، فكنت أسمع حكايات عن الأغوال والسحرة والمردة وغير ذلك من الأحاديث مما يجعل مشاعر الأطفال تتفاعل معها وتتأثر بها، وكان هناك ثمة مقولة شائعة تتردد مؤداها أن : " من يعدّ نجوم السماء لن يسلم من الثآليل " وأذكر تماماً أني و بدافع الفضول قمت بِعَدَّ بعضٍ من النجوم ثم استسخفت وتجاهلت وما لبثت أن انصرفت إلى اللعب و تناسيت الأمر.
وكان ما كان، لست أدري متى اكتشفت الثآليل على رسغ قدمي اليسرى ، أهو في نفس اليوم أم في اليوم التالي ؟! ، المهم أنها شكلت لدي انزعاجاً شديداً، فبالرغم من أن الثآليل شغلت مساحة صغيرة ( حوالي 1 سنتيمتر مربع ) إلا أن منظر قدمي أصبح قبيحاً جداً، كم تمنيت وقتها لو أنني لم أعد النجوم.
مضت الأيام وهذا المظهر الدخيل لا يفارق ناظري إلى أن جاء أحد أخوالي من الأردن لزيارتن، وفي يومٍ أثناء إقامته شاء أن يشتري لي صندلاً ( نوع من النعال ) فأخذني إلى سوق الحميدية ومنه إلى الدكاكين القريبة من المسجد الأموي في مدينة دمشق فوقفنا عند محل متواضع ورفعني خالي وأجلسني على المنضدة ثم قال للبائع: " نريد صندلاً لهذا الولد " ، تناول البائع واحداً واقترب مني ليجربه على قدمي فلفتت نظره مجموعة الثآليل، وهنا وجّه لخالي بعض الكلمات مازلت أذكرها إلى الآنو ربما علقت في ذهني لأنني سمعت كلمة "سكين" - فقد قال له بلهجته الشامية: " هَي التواليل دواها عندي رَح أقول لك كيف بتروح " ، قال خالي: " تفضّل"، وتابع الرجل حديثه : " اليوم هو أول يوم بالشهر العربي، تنتظر حتى ييجي المغرب، و بِتجيب سكين، و بدون ما تلمس التواليل بالسكين مرِّرها من فوق التواليل روحة و رجعة والحركة تكون باتجاه الطرف الحاد، بس لازم تقول بالروحة: هَلّ الهالول، و بالرجعة: انقطع التالول، هادا هو كل شي، و إن شاء الله بتروح التواليل ".
اشترينا الصندل و شكر خالي البائع وانصرفنا عائدين، في البيت روى خالي للوالدة و بحضور إخوتي ما سمعه من البائع فأبدوا استخفافاً بهذا العلاج، ولكن خالي قال دعونا نجرب ولن نخسر شيئاًوعند المغرب أتى بي إلى المطبخ وجاء بسكين فحاولت التملص والهروب دون جدوى ، طمأنني خالي بأن لاشيء سيحدث، و لما رأيت والدتي تضحك قبلت الامتثال ولكن على مضد، نفذ خالي العلاج كما شرح البائع بالتمام والكمال ثم أطلقني وهو يضحك لأكمل أنا بقية يومي لهواً و لعباً.
في صبيحة اليوم التالي لم يكن على قدمي وجوداً للثآليل ! لقد اختفت كلها و كأنه السحر، إلا من أثر بسيط لا يكاد يشاهَد سوى بالتحديق و إمعان النظر، قد لا أصدق مثل هذه الوقائع لولا أن هذه الواقعة بالذات حدثت معي أنا شخصياً.
أخيراً أقول - و أرجو أن أكون مصيباً- إن الأمراض المستعصية و حتى الخبيثة منها كالسرطان و غيره، قد يكون علاجه بالإيحاء و على قدر من البساطة كما حدث معي بحيث لا يحتاج الأمر إلى عمليات جراحية، أختم فأقول: " هذا كلام لايصدق و لكن تجربة الأخذ به لن تؤدي إلى خسارة بأي حال من الأحوال " .
يرويها محمود (57 سنة) - الإمارات العربية المتحدة
ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.
- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .
- سيدة الأفاعي : علاج روحي بطابع نفسي
- ليلة إكتمال القمر في العلم والأسطورة
- تجارب واقعية : ليلة في دير صيدنايا
- الجراحة الروحانية
- قانون الجذب
- تجربة وسيط روحاني ورأي علم النفس
- تجارب واقعية: ضحية الزواج المتعثر
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .