30 أكتوبر 2012

زيارة كرة الصوف

ترويها ليندا - ليبيا
كنت اعيش حياتي برفاهية ولم أفكر يوماً بعالم الموت أو الأشباح التي كانت بالنسبة لي أمور غير واقعية إذ اعتقدت أن الذي  يموت يذهب إلى عالم يعلمه الله وعند تلك اللحظة تنتهي صلته وأثره في هذه الدنيا خصوصاً أنني لم أشهد موت أحد عزيز على قلبي منذ أن كنت صغيرة ورغم أن جدي توفي وأنا في التاسعة من عمري إلا أنني لم أفهم الموت آنذاك وما يعنيه فقدان شخص ،ولكن  قبل حوالي سنتين أي في عام 2010 وقع أمر دفعني لإعادة التفكير.



كان لدي خال وحيد بين خالاتي وأمي وكان حضوره يثير دائماً البهجة والمرح في العائلة التي تحبه لخفة دمه لكنه عانى من السمنة نظراً لإفراطه في الطعام مما أثر سلباً على قلبه ورئتيه ومما زاد في ذلك إدمانه التدخين،  وكان من الضروري  أن يتبع حمية تنحيف (ريجيم) لكنه لم يكن يتحلى بالعزيمة الكافية إذ فشل بعد عدة محاولات في إتباع نظام غذائي معين ولهذا قرر في يوم 6 من شهر يناير 2010 أن يجري عملية جراحية في مصر-القاهرة لتغيير مسار المعدة ولكنها لم تنجح.

وبعد 3 أشهر من المعاناة الشديدة جرى نقله إلى ألمانيا للمعالجة فمكث فيها شهر قبل أن يموت فيها ، ولكن قبل وفاته بأيام معدودة أتاني حلم رأيت فيه رجلان بهيئة تشبه الملائكة وكانوا بحجم هائل ولكل منهما جناحان بلون أبيض ولم يرتدوا شيئاً ولكن ظلت عورتهما مستورة بقماش أبيض،  كانا يمسكان بخالي ويريدون رفعه إلى أعلى وكانت زوجته تجذبه إليها من تحت كأنهم  يتصارعون بينهم ، لكن في النهاية تمكن الملكان في أخذه معهما ورأيت زوجته تمشي في الظلام بمفردها فنهضت من النوم وقلت :"ياساتر "،  ولم أرغب في إخبار أحد بتلك الرؤية .

بعد وفاة خالي ودفنه حزنت عليه حزناً شديداً ، ومر أسبوع وبدأت أنام ليلاً مع جدتي لكي لا أتركها بمفردها في المنزل وخلال هذه الأيام كانت النساء يأتين إلى منزل جدتي لتقديم واجب العزاء وفي أحد هذه الأيام قمت بعمل شاي (شاهي) لتقديمه إلى الزوار وبينما كنت أسكب الشاهي في كؤوس الصغيرة لاحظت شيئاً أبيض اللون يشبه كرة صوف كبيرة وشفافة نوعاً ما تدخل إلى تلك الغرفة التي تتواجد بها الزائرات ، وحينها اعتقدت بانني اتوهم وبررت ذلك بأنه إرهاق ناجم عن قلة النوم .

وبعد مرور يومين على هذه الحادثة الغريبة كنت جالسة في الغرفة التي أنام فيها مقابل الباب المفتوح فرأيت نفس شيء الذي رأيته في الحادثة الأولى حيث عبر من نفس الممر ، فاندهشت مجدداً وبدأت أشك بأن هناك أمراً ما مريباً يحصل ، ومع ذلك لا زلت مصرة على أنني أتوهم لأنني لا أؤمن بتلك الأمور.

وبعد تفكير خلال الليلة بطولها قلت لنفسي : " إذا كان هناك بالفعل أرواح تزور الأرض وأنا رأيتها فلا شك أن جدتي رأتها أيضاً لأنها أمه وأقرب إليه مني "، وفي صباح اليوم التالي جلست مع جدتي وكنا لوحدنا في المنزل فانتهزت الفرصة لإستدراجها في الحديث مع حرصي على عدم إخافته مما رأيته في الحادثتين،  فسألتها : " هل سبق لك ان رأيتي أمراً غير طبيعي في المنزل منذ وفاة خالي؟ "،  فأجابتني : " لا " ،   فقلت في نفسي :" ربما  لم ترد أن تخيفني " ، فسألتها : " أم تري شيئاً أبيض اللون ؟ " ،   قالت لي : " كهيئة كرة صوف ؟!" ، فأجبتها :" نعم وكانت شفافة "، فأجابتني وأشارت : " نعم .. هنا ".

وعندها  كنت في حيرة من أمري ، وأصبحت أتساءل مع نفسي :" هل يمكن أ ن يكون هذا خالي فعلاً وأراد أن يشعرنا بوجوده معنا ؟ ولماذا لم يدخل أي غرفة اخرى سوى من ذلك الممر المؤدي إلى غرفة الضيوف ؟ ".

من الجدير بالذكر أن خالي لم يمت في ليبيا بل توفي في المانيا بعد صراعه دام لمدة 3 اشهر في مصر والغريب انه توفي يوم 4/19  الذي يوافق يوم ولادته ويوم زواجه أيضاً وأذكر أننا قبل وفاته ننصحه بعدم الإكثار من الطعام وإيقاف عادة التدخين لكنه كان يقول : " عمري ليس طويلاً.. سأموت مبكراً  "،  وقبل سنة على وفاته كان يحاول شراء قطعة أرض ليتركها لأطفاله ويكرر قوله : " يوماً ما سأموت وأريد أن يجد أولادي شيئاً مني "، وكنت أرى أنه "يتفلسف" حينها .

وأخيراً .. علمني موت خالي الكثير ، ومما تعلمته أن الحياة فانية ومن الممكن حدوث أمور خارقة عن الطبيعة بين إثنان حي وميت على علاقة وثيقة بينهما وربما تكون رسائل من الله أراد منها أن يوقظني من غفلتي ،  وهكذا تغيرت نظرتي إلى الامور وأصبحت أؤمن بأن هناك أسراراً عن تداخل عالم الموتى بعالم الأحياء.

ترويها ليندا (23 سنة) - ليبيا

إقرأ أيضاً ...
- كرات البرق الغامضة
- تجارب واقعية : خيط أبيض
- تجارب واقعية: كرة ضوء غامضة
- تجارب واقعية: جسم نوراني ينادي
- جسم كروي مجهول في سماء صنعاء

هناك تعليق واحد:

  1. اقرأي الأحاديث النبوية عن الروح و القرآن لا يوجد أموات يمشون بين الناس فهم عند الله و الله أعلم

    ردحذف