يرويها منتصر (37 سنة) |
يقولون أن المدن كالبشر إذ ينتابك إحساس بالراحة والإلفة عندما تصافح عيناك إحدى المدن بينما تلفظك أخرى وأنت تضع أولى خطواتك فيها ، كما ينتابك إحساس محايد وأنت تدخل مدينة لأول مرة ، ذلك الأخير كان إحساسي وأنا أزور مدينة كسلا السودانية لأول مرة في حياتي.
لم أشعر بالإلفة وكذلك لم أشعر بالنفور ، فدخلتها كعابر سبيل فاقد الإحساس بالمكان والزمان ولم أجد الوقت الكافي للتعرف على المدينة وأهلها فطبيعة عملي لا تسمح بذلك فاكتفيت بالتعرف على الجيران الملاصقين لمنزلي .
وفي إحدى الليالي المقمرة أويت إلى فراشي باكراً على غير العادة فزارني في المنام رجل أسمر البشرة ذو شارب غزير فخاطبني باسمي قائلاً : " يا منتصر ..أنت لا تعرفني ولكني أعرفك .. أنا أسكن على بعد شارعين من منزلك ، لقد دخلت في غيبوبة فظن أهل بيتي أنني مت فاستعجلوا في دفني وأنا لا زلت حياً .. فأرجو منك الذهاب الى منزلي وإخبار إبني الأكبر بما ذكرته لك ليعودوا ويخرجوني " ، لم أنم ليلتها حتى طلوع الفجر ، فسارعت بالذهاب إلى المنزل الذي وصفه لي الرجل ذو الشارب الضخم ، ولم أجد صعوبة في العثور على المنزل لا سيما أن هنالك جمهرة من الرجال أمام المنزل وصوت البكاء يعلو من داخل المنزل المزدحم بالنساء ، اقتربت من مجموعة من الرجال وسألتهم عن الإبن الأكبر للمرحوم فتقدم نحوي شاب في العقد الثالث من العمر فأخذته بعيداً من الحشد وأخبرته بزيارة والده لي في المنام وما ذكره لي بالتفصيل ، وما على الرسول إلا البلاغ ، فنادى على أخويه واستشارهم فيما قلته له فرفضا فكرة نبش القبر مبررين رفضهم بأنه حتى وإن كان والدهم لا يزال على قيد الحياة وخرج من القبر حياً وهو أمر مستبعد ومستحيل حسب قولهم وسينعته الناس بـ " البعاتي" وهي صفة مكروهة وغير مستحبة ، رفض الأبناء نبش قبر والدهم حتى وإن كانت فرصة بقاءه حيا كبيرة ، وطلبوا مني عدم ذكر هذه القصة لأي شخص أيا كان حفاظاً على أسرار العائلة .. شاكرين مجيئي إليهم وإخبارهم بأمر الرؤيا المنامية.
فهل أخطأوا أم أخطأت أنا .. ام أخطأ المجتمع آنذاك .. ام أنني كنت ضحية رؤيا منامية ليس إلا ؟
يرويها منتصر (37 سنة) - السودان
تعقيب كمال غزال
البعاتي هو من أكثر القصص إثارة للجدال في المخيلة الشعبية السودانية، وقد بقيت الجدات يرددنها ويروينها بشكل دائم على مسامع الأطفال الصغار في الأحاجي وقصص ما قبل النوم، إذ لا تكاد تخلو ثقافة من ثقافات الشعوب حول العالم من عودة أرواح الموتى إلى عالمنا هذا بعد الموت.
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.
إقرأ أيضاً ...
- الزومبي : الموتى الاحياء
- القيامة من الموت ومتلازمة لازاروس
انت قلتها.. وما على الرسول الا البلاغ وانت فعلت ماعليك فهذه غلطة اهله والمجتمع الذي يفكر بهذه الطريقه وشكراً
ردحذففي الحقيقة هي مو غلطتهم ولا غلطتك هذا غلطت المجتمع الجاهل
ردحذفاو انهم رفضوا لسبب مثلا بسبب طمعهم في ورث
او انهم ماكانوا يحبون ابوهم
انا لو كنت في مكانك اذا رفضوني كان رحت للشرطة وعملت لهم بلاغ بس ما كنت قلت للشرطة انها رؤيا
كنت اخترعت اي قصة او دليل عشان ينبش القبر
وبعدين اذا كان الحلم في الليل وانت رحت في الصباح يمكن يكون الرجال مات خلاص
آسفة ع الاطالة احس من كلامك انك تشعر بالذنب بس تخلص من ذلك الشعور اذا كنت تشعر فيه
لانك عملت الي عليك .
عندي سؤالين هل المدينة الي ذكرتها في التجربة في دولة مصر؟؟
وما معنى البعاتي؟؟
وشكرا
المتداخل الأول
ردحذفلك التحية
الأبناء فضلوا التسليم بموت والدهم على أن يوصف ب (البعاتي) وهو وصف مستقبح وفيه إساءة لمن يوصف به حسب العرف السائد بين مجتمع المنطقة .
المتداخل الأول
ردحذفلك التحية
الأبناء فضلوا التسليم بوفاة والدهم على أن يلتص به وصف (بعاتي) ومايترتب على ذلك الوصف من مشكلات ولعنات ستواجه العائلة بأكملها
حسب العرف والمفاهيم المجتمعية .
Zara
حذفلك التحية
مسرح الواقعة مدينة كسلا (شرق السودان).
البعاتي هو الذي يقوم من الموت .. يقال أنه يتجول بعيدا عن المنطقة التي نشأ وتوفي فيها .. ويتحاشى الإلتقاء بأشخاص يعرفونه ولايتحدث مع أي شخص .
Zara
ردحذفلك التحية
مسرح الواقعة مدينة كسلا (شرق السودان).
البعاتي هو الذي يقوم من الموت .. يقال أنه يتجول بعيدا عن المنطقة التي نشأ وتوفي فيها .. ويتحاشى الإلتقاء بأشخاص يعرفونه ولايتحدث مع أي شخص .
لا اؤمن بقصه البعاتي يامنتصر هي فقط قصص كانت تحكيها لنا جداتنا قبل ان ننام وليست حقيقه , ولكن ماحصل معك شئ غريب ولما انت بالذات وكيف عرف اسمك وانت جديد في المنطقه
ردحذفإسراء دفع الله
ردحذفلك التحية
التواصل بين الموتى والأحياء عبر الرؤيا المنامية حقيقية لا جدال فيها .. صاحب القصة إذا تم إنقاذه في رأيي لا ينطبق عليه وصف بعاتي لكن ذلك ما تعارف عليه القوم عند عودة شخص تم دفنه .. أما لماذا أنا بالذات هذه علمها عند الله .
ملحوظة:
ردحذفحرف الميم بين قوسين (م) يعني محمد سيد أحمد (جدي عم والدي) كان
يعمل بالسكة الحديد وثقت له العديد من التجارب المثيرة لكن للأسف
الموقع لايتيح المجال سوى للتجارب الخاصة .. أقترح إنشاء نافذة
للتجارب العامة لإثراء الموقع .. ولكم العتبى حتى ترضو
اهلين أخ منتصر
ردحذفسبحان الله يقال ان الموتى يتواصلون مع الأحياء عبر الأحلام
ويمكن يكون أختارك انت بالذات لأنك لست من أهل القرية
وانت تعرف ان أهل القرى حياتهم مبنيه على عادات و مفاهيم معينه وهذا احتمال
و انت سويت الي عليك بلغتهم لأكنهم فضلوا الأعراف على والدهم !!!
والله يرحموا..
القصة فعلا عجيبة .. والأعجب طريقة تفكير ابنائه سبحان الله ,, كان من الممكن ان يكون والدهم حيا و لكن الواضح انهم حقا ارادو التخلص منه و ليس ببعيد هناك من تسبب في دخوله الغيبوبة
ردحذفجشعهم و طمعهم واضح
حقا عجيب ، الانسان الطبيعي السوي سيحب ان يرى والده حيا حتى لو لقب باي لقب كيفما كان ، + اظن ان البعاتي مثل الزومبي يعني قام من الموت لكن هذا الشخص لم يقم من الموت بل دفنوه حيا ، لكن المشكلة انت لم تذهب حتى الصباح كان عليك ان تذهب في ذلك الوقت بالضبط ،
ردحذفقصة عجيبة بالفعل .
سبحان الله العظيم !
ردحذفانا أصدق تلك القصة فأرواح الأموات تتواصل مع أرواح الأحياء في الأحلام
و ديننا يؤكد ذلك فالأرواح تتآلف و تتنافر
أعتقد و الله أعلم أن أولاده لا يريدون عودته ربما طامعين في مال و ثروة فلا يوجد إنسان طبيعي يترك فرصة محتملة لإنقاذ والده لمجرد أعراف ليست من الدين في شئ ! و ربما كان الأمر به شبهة جنائية !
و كان عليك أيها الأخ أن تخبر شخصا بعد أبنائه زوجته مثلا أو أخيه أو تفتعل أي سبب يجعل الجهات المختصة تنبش القبر !