حفظ سريع وغريب

يرويها عمر - سوريا

في احدى الأيام بينما كنت ادرس ليلاً وكانت لدي امتحان مادة لشهادتي الثانوية في الصباح الباكر وكان لدي فصل من المادة لم أمر عليه ابداً ولم أقرأه ابداً ، فتحت الكتاب وبدأت بقراءة الفصل قراءة عابرة وسريعة بدون حفظ حتى يتسنى لي أن أعرف ما الذي يجب أن أركز عليه وكان الفصل يتألف من 21 صفحة وبعد أن انتهيت عدت لأول صفحة وعندما بدأت بحفظ أول فقرة من تلك الصفحة غلبني النعاس وإذ بي انام فوق الكتاب.

وبينما انا نائم رأيت نفسي أقرأ الفصل واحفظه وفجأة انتبهت فلم اتجاوز بغفوتي أكثر من ربع ساعة ولكن الغريب بالأمر اني استيقظت وأنا احفظ الفصل كاملاً دون أي تشويش في ذهني وكأن الأحرف والكلمات أراهأ امامي فعدت للنوم وفي الصباح استيقظت وبدأت أقرأ الفصل وكنت أقرأ كما لو أني أراه أمامي والغريب في الأمر انه مضى على هذه الحادثة أكثر من 7 سنوات ومازلت أتذكر جزء كبير من الفصل، أقسم بالله هذا ماحصل معي وهناك أمور كثيرة غريبهةتحصل معي ولكن اردت ان اقص هذه القصة وارجو منكم ان اجد عندكم اي تفسير.

يرويها عمر (29 سنة) - سوريا

فرضيات التفسير

 أمواج ألفا : سر الحفظ السريع

يولد الدماغ أثناء عمله 5 أنوع رئيسية من الأمواج الكهرومغناطيسية والتي تقيسها أجهزة التخطيط الكهربائي EEG وهي تختلف بسعتها وترددها وبشكلها الموجي ومصدر إنبعاثها في الدماغ ، وتصنف باستخدام الأحرف الأولى من الأبجدية الإغريقية كما يلي : ألفا وبيتا وثيتا ودلتا وغاما.

ويبدو أن موجات ألفا كانت تهيمن على دماغ عمر صاحب التجربة خلال فترة قراءته السريعة تلك ، ومن المعروف أن لهذه الامواج تأثير كبير على سرعة المذاكرة والحفظ ، ويبدو أن الغفوة البسيطة قد أفرزت نتيحة القراءة السريعة من خلال استرجاعها.

وفيما يلي شرح مفصل عن موجة ألفا وفائدتها الكبيرة في التعلم :

يقع مجال ترددها بين 8 و 12 هرتز وهي تنبعث عن خلايا المهاد في الدماغ أو من الفص الخلفي (مسؤول عن معالجة معلومات الإبصار في الدماغ) وتكون قوية لدى الإنسان خلال الإسترخاء واليقظة وهو مغلق العينين، ثم تنخفض قوتها عندما يفتح عينيه أو يغلبه النعاس أو يكون في حالة نوم ، وهي توصف بأنها أفضل مرحلة للإستيعاب أو التعلم الحقيقي حتى أنه قيل : " كل مراحل التعلم يجب أن يسود فيها موجات ألفا " ، وتظهر أمواج ألفا أيضاً في أحلام اليقظة وخلال التصورات الذهنية البصرية ، وتعمل كجسر نعبر من خلاله إلى أمواج أقل تردداً حيث ينشط العقل الباطن وهي أمواج ثيتا. وهذا مفيد إذا أردنا تذكر محتوى أحلامنا أو إسترجاع معلومات من العقل الباطن ، ولهذا تلعب أمواج ألفا دوراً هاماً مع الأمواج الأخرى.

وعندما تسود أمواج ألفا على الدماغ يكون الجسم مسترخي والعقل متحفز ومهيأ وبالتالي تنشط كل الوظائف العقلية منانتباه وتذكر وحفظ وبالمقابل يتقلص " ولا يتوقف " عمل الحواس الخارجية من سمع وبصر وحس وشم وتذوق فإذا استطعنا أن نصل إلى السيطرة على أمواج ألفا نستطيع التعلم Biofeedback Training لتحقيق التفوق الدراسي أو المعرفي ونستطيع إرادياً أن نصل إلى هذه المرحلة عن طريق التنفس الإسترخائي.

ويأمل الأخصائيون النفسيون استخدام تقنيات تستخدم أمواج ألفا لكي تساعد الناس في التغلب على الرهاب Phobia أو تهدئة الأطفال المفرطين في نشاطهم . ويمكن في المستقبل صنع آلات تراقب درجة تركيز التلاميذ من خلال تحليل أمواج ألفا ، واتضح أن أمواج ألفا تتوقع حدوث الأخطاء قبل حدوثها إذ كشفت دراسة عن ازدياد في نشاط أمواج ألفا بنسبة 25% قبل حدوث الأخطاء ، ويمكن استخدام نتائج هذه الدارسة لكي تستخدم مجسات لاسلكية تقيس أمواج ألفا المنبعثة عن العمال الذين تتطلب مهامهم الكثير من الحيطة والمخاطر فيمكن عندئذ تدارك الاخطاء قبل الوقوع فيها.

إقرأ المزيد عن أمواج الدماغ 

- تحليل : كمال غزال

رد صاحب التجربة
لم يقتنع صاحب التجربة بالتفسير المذكور أعلاه فهو يعتقد أنه لا يمكن لهذه الموجات أن تقرأ وتحفظ كلمات لم يقم بقراءتها قبل النوم (حسبما يقول) ولكنه نسي أن القراءة السريعة وتحت تأثير أمواج ألفا يمكن أن تعطي مفعول الحفظ المتأني فالمعلومات يمكن لها أن تخزن في ذاكرة لاواعية خلال فترة القراءة السريعة وتحت تأثير أمواج ألفا ومن ثم تنتقل إلى الذاكرة الواعية بعد الغفوة، فإذن لن يدرك ما قرأته عيناه وسجلته ذاكرته اللاواعية قبل الغفوة، لكن صاحب التجربة يجزم باستحالة حفظ كم هائل من الصفحات وعددها 21 بتأثير الامواج فقط وعوضاً عن هذا التفسير يؤمن بوجود تفسير ديني أو روحي مبرراً ذلك بترافق عملية الحفظ مع سماع آيات قرانية وهذا لم يذكر في نص التجربة سابقاً.

ملاحظة

- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .