25 مارس 2020

كنت في عالم آخر

في أحد أيام الشتاء الباردة وحينما كنت جالسة مع أختي أمام المدفأة الكهربائية نتحدث كعادتنا جاءت أمي تصرخ علي لتأمرني بغسل الصحون فرفضت وقتها وطلبت أن تؤجل هذه المهمة إذ كنت أشعر بالبرد لكنها صبت جام غضبها ورمتني بمنضدة بلاستيكية لم تصبني بعد أن أبعدت وجهي لتفادي الضربة ومع ذلك شعرت بألم غريب في عيني فصرخت ليتجمع الظلام في عيني و تنعدم رؤيتي تماماَ !

وإذ بي أجد نفسي في مكان مظلم تماماَ ، سمعت أصواتاً ، وصرخت باكية : " أين أنا و أهلي ؟! " ، ردت علي أصوات تقول أنتِ الآن في عالمنا ولا داعي للعودة وأهلك أيضاً لن يفتقدوكِ " ، ذلك ما سمعت على ما أذكر  ، وأضافت الأصوات أيضاً أن عالمي قد انتهى ولم يعد له وجود بعد الآن ،  أصبت في هيجان بالمشاعر وبدأت بالبكاء أريد الرجوع حالاً  فأقنعوني بالبقاء ،  لا أذكر كيف تم ذلك ،  لأنزل بعدها في حفرة ملونة  !  وباقي التفاصيل في هذا العالم لا أذكرها ، ولاحقاً رجعت إلى مكان البداية أي المكان المظلم  وقالوا لي أن بإمكاني العودة الآن ، وصرخت: "  ايييه  لا أريد...  أرجوكم ..  أريد البقاء " ، لقد إنقلبت الآية الآن ، فردوا عليّ : " كنت في البداية تريدين العودة والآن تغير قرارك بعد أن قضيت ثلاثة أيام في عالمنا  " ، ظللت أبكي لهم لأنني لا أرغب بالعودة لكن دون فائدة فعدت كما دخلت ، ألم في رأسي و في عيني ، فتحت عيناي لأرى وجه أختي أمامي و كل شيء كما كان ، أمي تصرخ عليّ و المدفأة ما زالت مشتعلة و أختي في مكانها ، لم أتمالك نفسي و بدأت بالبكاء و النحيب المتواصل ظننت وقتها أني جننت بعد أن هدأ أهلي من روعي سألوني عن ما حصل ،  فأجبتهم بأني انتقلت لعالم آخر،  وردت أمي قائلة : " بلا غباء ! " ،  أختي قالت : " لقد حركتِ رأسك للوراء ثم أرجعتيه فقط لتنهمري بالبكاء " ، أبي قال : " لا بأس ..هذا شيء عادي ربما الشيطان أغلق علي عينيكِ " .

للآن لا أستطيع نسيان ما حدث،  لم أجد له تفسير في أي مكان للعلم ، أكره الأشياء التي لا تملك تفسيراً علمياً وأؤمن بأن لكل شيء سبب و تفسير فأرجو الإفادة.


ترويها ريم (23 سنة) - فلسطين 

إقرأ أيضاً ....

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .